لكن هناك من اختلطت في نفسه مشاعر البهجة بالأسى .. عاتكة بنت عبد المطلب تفرح بتحقق رؤياها وهلاك طواغيتها لكن العباس وعقيلًا قد وقعوا في الأسر.

وفي بيت عقبة بن أبي معيط كانت ابنته المحبوسة أم كلثوم لا بد أنها حزنت كثيرًا لموت أبيها مشركًا.

.. فإذا تخطينا عدة أبيات ثم توقفنا ودلفنا البيت وجدنا زينب ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والوجوم يلفها .. زوجها أسير ووالدها وأخواتها بعيدون عنها. وبعض أهل مكة يقتلونها بنظراتهم الحاقدة .. لكنها تصبر وتحتسب المرارة والحزن عند الله .. وتسمع عن الفداء فترفع يديها خلف رقبتها وتحل رباط قلادة لها .. وتبحث عن أمين يبعث هذه القلادة إلى والدها لعل هذه القلادة تحرر أسيرها وحبيبها .. أما المطلب بن أبي وداعة والذي تنبأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقدومه إلى المدينة ليفك أسر أبيه .. فها هو يسير نحو مجلس لبعض رجالات قريش الذين ندموا على كثرة النواح والعويل على من التهمتهم الصحراء في بدر .. فماذا قال المطلب في ذلك المجلس .. لقد (كانت قريش ناحت على قتلاها ثم ندمت، وقالوا: لا تنوحوا عليهم، فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه فيشمتوا بكم، ... ، فلما قالت قريش في الفداء ما قالت، قال المطلب: صدقتم والله لئن فعلتم ليثأرن عليكم، ثم انسل في الليل، فقدم المدينة ففدى أباه بأربعة آلاف درهم) (?) واصطحبه معه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015