خلف الغنم (يرعاها على قراريط لأهل مكة) (?) مهنة شاقة تمارس بأجر بخس .. لكن أول شرط لممارستها (الأمانة) .. مهنة البسطاء وقادة الأرض والعظماء .. وهل هناك أعظم على وجه الأرض من نبي .. ومع ذلك (ما من نبي إلا وقد رعى الغنم) (?) ربما لأن صورة القطيع من الماشية تشبه سير سواد الشعوب في العالم وهم يبحثون عن لقمة العيش .. ومهمة الراعي تتطلب البحث عن أوفر المراعي عشبًا وكلأً وإن لم يكن في هذه المراعي مستراحًا للراعى ورفاهية له .. كما تتطلب تلك المهنة حماية القطيع من أعدائه ومفترسيه .. إن الرعي بقدر ما يولد من القسوة والخشونة في حياة الراعي .. يهب له قلبًا حنونًا عطوفًا على رعيته .. والأنبياء قادة تتوفر فيهم هذه الصفات .. فربما كان لهذه المهنة تأثيرها في ذلك .. ربما.

وبعيدًا عن مهنة الرعي القاسية .. حيث العواطف والغرائز والأحلام .. ماذا عن:

الشباب والنساء

كان الأمين يخالط الشباب ويعيش بينهم .. ويسمع بمغامراتهم في ارتياد كهوف البغاء .. والقصف في الخمارات .. لكنه كان يرتفع عما يسيء إلى اسمه ورجولته .. ولو كان ذلك مما لا تحرمه أعراف قريش .. والأمر عنده لا يتعدى دائرة حديث النفس والأماني لا أكثر .. إنه يتحدث عن تلك الأمور التي خطرت عندما كان يمسك بعصاه يهش بها على غنمه:

(ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء، إلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015