ودع النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحبيه فانصرفا وهما ثقيلان لا يطيقان ذلك الوداع. تَوَجَّها والحزن إلى المدينة .. وتوجه - صلى الله عليه وسلم - إلى صحابته بعد هذا الدرس الذي تغلغل في أعماقهم وسرى في دمائهم .. وعاد - صلى الله عليه وسلم - إلى العمل من جديد .. فجعل - صلى الله عليه وسلم - لجيشه رايةً ولواءً .. والراية هي علم الجيش .. واللواء أصغر منها و (كانت رايته - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض) (?) .. ورايته (كانت سوداء مربعة من نمرة (?)) (?).

وتحت هذه الراية نظم - صلى الله عليه وسلم - أصحابه صفوفًا أو صفًا .. لأن الله يحب ذلك {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (?) .. متماسك وقوي ولذلك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى خللًا في الصف سارع إلى تقويمه .. يحدثنا أبو أيوب الأنصاري عن ذلك فيقول:

(صففنا يوم بدر فندرت منا نادرة أمام الصف، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: معي .. معي) (?) .. وجعل جزءًا منهم خلف الصفوف وفي أماكن مناسبة تمكنهم من مراقبة تحركات الأعداء .. وتقديم المعلومات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015