وعلى أحد الأبواب وفي بيت من أبيات المدينة .. كانت الدموع وكان الوداع والعناق بين شاب وأمه .. ولك أن تتخيل ما تشعر به أم وهي تفارق ابنها .. تودعه وهي لا تدري هل سيعود إليها أم أنها بعثت به إلى الموت .. وبعثت بنفسها إلى الحزن والحداد .. أم الربيع بنت النضر -عمة أنس بن مالك .. وأخت الأسد الهصور: أنس بن النضر- تودع ابنها الذي يرتع في قلبها .. تودع ابنها الحارث (?) بن سراقة وداعًا حارًا باكيًا .. لكنها الجنة فليذهب الحارث إلى الجنة من أي طريق شاء ..

وهناك فارس آخر .. ربما كان يشتري بعض التمر .. ربما كان قبل قليل بين النخيل يخترف منها .. وربما غير ذلك .. لكنه كان يضع بعض التمرات في جيبه .. ولما سمع النداء هب مسرعًا لنداء الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - إنه .. عمير بن الحمام (?) .. اجتمع هؤلاء وغيرهم حول نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت المشورة وحرية الرأي قبل الانطلاق.

المشورة قبل الانطلاق

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقال سعد بن عبادة: إيانا يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لإخضناها, ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015