المواساة .. يستمع إلى الشكوى تلو الشكوى في أجواء من الحرية والفاقة .. طلحة بن عمرو أحد أهل الصفة.

يروي لنا حوارًا جرى بعد إحدى الصلوات بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين أحد الفقراء .. يقول طلحة:

(كان يجري علينا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل يوم مدٍ من تمر بين رجلين .. ، فسلم -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم من الصلاة، فناداه رجلٌ منا فقال. يا رسول الله .. قد أحرق التمر بطوننا .. وتخرقت عنا الخنف .. ، فمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منبره فصعده .. ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه .. فقال:

مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر ليلة ما لنا طعام إلا البرير، فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم طعامهم التمر، فواسونا فيه .. فوالله لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكم .. ولكن تدركون زمانًا -أو من أدركهم منكم- تلبسون فيه مثل أستار الكعبة، ويغدى (?) عليكم ويراح (?) بالجفان) (?) فرح أهل الصفة بهذا الوعد الصادق .. وتأثروا لما حدث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه من أذى ومعاناة حيث يمر معظم الشهر ليس عندهما ما يأكلانه سوى ثمر الأراك .. ما تعرض له أهل الصفة شديد .. ولكن ما تعرض له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه كان أقسى وأشد .. وينصرف أهل الصفة إلى صفتهم .. وقد طواهم الجوع والرضى .. والاحتساب وانتظار الفرج .. ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- يواسيهم بالماضي أو بالمستقبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015