قوله: هذه واحدة؟ ولماذا انصرف بهذه السرعة .. لغز محير هذا المسكين القادم من العبودية والمجهول .. ولعل الأيام تكشف لنا مزيدًا من أسراره ..

ذهب المسكين، وذهب الليل وراءه .. ومرت أيام (فلبث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة .. وأسس المسجد .. وصلى فيه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-) (?) وصلى فيه أصحابه .. وبشركل من يأتي إلى هذا المسجد ببشرى قالها فيما بعد: (صلاة في مسجد قباءكعمرة) (?).

بقي- صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة ليلة في قباء بين قلوب أهلها .. ولما تحرك قلبه نحو المدينة بعث رسولًا من أهل البادية إلى أخواله بني النجار يخبرهم بقدومه فجاءوا متزينين بالفرحة والسلاح ..

يقول أحد الأنصار: (لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم: "بنو عمرو بن عوف" فأقام فيهم "أربع عشرة ليلة" ثم أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاءوا متقلدي سيوفهم وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله) (?).

ويقول أبو بكر رضي الله عنه: (ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلًا، فتنازعه القوم: أيهم ينزل عليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني أنزل الليلة علي بني النجار أخوال بني عبد المطلب أكرمهم بذلك"، وخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطريق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. جاء محمد .. الله أكبر جاء محمد .. جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما أصبح انطلق حيث أمر) (?) كانت أمسيةً صاخبةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015