فثار المسملون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في "بني عمرو بن عوف" وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول .. فقام أبو بكر للناس .. وجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صامتًا، فطفق من جاء من الأنصار- ممّن لم ير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحيِّي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك) (?) ..

أما الأنصار .. فقد تحولوا إلى مشاعر تحمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقله تظله .. وتتوهج من حوله، أما قباء فـ:

كيف كانت قباء

كانت تنعم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - .. تحتضنه كأمه .. تبشر به من حولها .. فانتشر الخبر، وشاع حتى وصل إلى يهودي آخر فلم يصبر، لقد أطلق قدميه للريح والفزع .. يتجه بهما نحو ابن عم له كان يجلس بين نخلٍ له فقال:

(يا فلان قاتل الله بني قيلة (?) .. والله إنهم لمجتمعون الآن بقباء على رجلٍ قدم من مكة يزعمون أنه نبي) (?).

لا أعرف ما حدث لليهودي لكنني أعلم ما حدث لأحد عبيده .. كان عبده الكادح الحزين فوقه .. فوق نخلةٍ في رأس عذق يعمل يتصبب منه العرق والخوف .. لقد سمع الخبر فأخذته رعدةٌ هزته وهزته حتى كاد يسقط من على العذق لكنه تماسك حتى انحدر منها .. وعندما لامست أقدامه الأرض توجه كالفرح نحو حامل الخبر فقال له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015