فإن فعلنا ذلك فنحن نعبد عليًا من دون الله .. أبو طالب مات بطلًا ... لكن إلى النار .. ونهايته مأساة حزينة لكنه هو الذي اختارها.

الفتى الحزين علي

علي بن أبي طالب .. أول من أسلم من الفتيان .. لا شك أنه قد دعا يومًا أباه إلى الإِسلام .. لا شك أنه يشعر بالأسى على أبيه .. يشعر بالمرارة لهذه الخاتمة السيئة .. لقد مات أبوه دون أن يسره بكلمة التوحيد .. فذهب يسحب خطاه نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قد تشبع بالحزن حتى أثقله .. يقول له وقلبه يعتصره الكمد: (إن عمك الشيخ الضال قد مات فمن يواريه؟) (?).

سؤال غاضب من إصرار هذا الشيخ على الشرك .. سؤال يبكى هذا الشيخ الضال .. إنني أشعر بمرارتها في حلقه وهو يقول: الضال .. كمن يقولها بعد أن استنفذ كل محاولات الإقناع لشخص متهور يريد الانتحار فأبى إلا الانتحار .. الكلمات بعد ذلك تخرج مزيجًا من الغضب والحزن والأسى.

لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان طبيبًا للقلوب .. طبيبًا للنفوس .. قال لعلي الحزين:

(اذهب فوار أباك، ولا تحدثن شيئًا حتى تأتيني. يقول علي بن أبي طالب: فأتيته، فأمرني، فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بهن ما على الأرض من شىء) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015