نعم. فجاء إلى أصحابي حتى قمنا على باب البيت، وكتبت كل شىء (?) حتى كتبت المنديل فلم أدع شيئًا ذهب إلا أخذته، ولو أشاء أن آخذ من أموالهم لفعلت.

ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفن مسلمين) (?). هذا ما حدث في الحبشة.

أمَّا في مكة

بعيدًا عن الحبشة، خلف آلاف الأميال خلف البحار خلف الجبال .. وسط لهب من الكفار كان صلى الله عليه وسلم صامدًا لا يذوب لا ينثني .. قد أدرك أن قريشًا تعاند .. فلا بد من البحث عن تربة خيرًا من هذه التربة .. خيرًا من هذه الصخور الصلبة التي لا تنبت إلا القسوة .. لا بد من البحث عن قبائل تحتضن الدعوة .. تساندها وتدافع عنها وتجمع أشتاتها .. فدعاتها هاربون دائمًا .. هائمون دائمًا .. وغربتهم موحشة مضنية قد أذابتهم الأحزان .. وطوحتهم الأيام خلف الجبال والبحار وبين اللحود .. يتلفتون كأنهم قد سرقوا الإيمان سرقة .. يتلفتون خشية أن يؤخذ منهم .. يفزعون عند سماعهم خشف نعال .. أو طرق باب .. يفزعون فزع من حكم عليه بالإعدام .. فهو في زنزانته ينتظر الجلاّد ويرى الجلاد قادما مع كل حركة مع كل همسة .. يحس الموت يحصي بقية أنفاسه. فهل من مخرج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015