على اجتماع أمته .. فاكتفى - صلى الله عليه وسلم - بتلك الوصايا الثلاث .. ولم تكن هي الوصايا الوحيدة فقد كان يوصي كل من يدخل عليه بوصية كهذه الوصية التي تقرب الإنسان إلى ربه وتقربه إلى الإنسان أيضًا والتي تفيض راحة ورحمة لمن يمتثل لها .. تقول أم المؤمنين هند أم سلمة رضي الله عنها: "كان عامة وصية نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عند موته الصلاة .. الصلاة .. وما ملكت أيمانكم حتى جعل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه" (?) من حرصه على الأخذ بهما .. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم الخميس هذا يصلي بالناس وهو جالس ولما حانت صلاة المغرب حمل عليه السلام ليصلى بالمؤمنين فصلى بهم وقرأ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ...} كان الرجال والنساء ينصتون إلى ذلك الصوت الخاشع الذي أنهكه المرض .. تقول إحدى النساء اللواتي كن خلف تلك التلاوة وخلف ذلك الإمام وهي أم الفضل زوجة العباس رضي الله عنهما "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفًا ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله" (?) فقد صلى ثم أخذ إلى بيت عائشة حيث كان يتنفل جالسًا .. ولما حانت صلاة العشاء .. وحاول عليه السلام جاهدًا النهوض فلم يستطع .. حاول مرة ومرتين لكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015