الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم .. ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم .. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم .. وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه" (?) لأن التشدد والتقعر ليس من الصفات التي تعود على صاحبها بخير .. وكانت تلك الدعوة أمنية حملتها عائشة رضي الله عنها عندما قالت: "يا رسول الله .. ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج .. حج مبرور. فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (?)

ونظرًا لخطورة الوضع الأمني على المرأة وتعرضها أكثر من الرجل للاستغلال الجسدي في الأسفار فقد "قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم .. فقال رجل: يا رسول الله .. إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج فقال: اخرج معها" (?) وكأن هذا الحديث يعطي لمن يسافر مع زوجته لأداء الحج أجرًا أكثر من أجره إذا سافر مع الجيش للجهاد .. هذه العناية بالمرأة لا تعني كما يتصور البسطاء فرض حصار على المرأه بقدر ما هو حمايتها في عالم يتسيد فيه الرجل من أقصاه إلى أقصاه ..

لم تكن عائشة وحدها في شوق إلى الحج .. هذه امرأة مؤمنة أرادت أن يحملها الحج إلى البر "امرأة من جهينة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015