ذلك فلا يأس في حياة الداعية .. استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدخول عليه ولما دخل عرف فيه الموت ..

"دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عبد الله بن أبي يعوده في مرضه الذي مات فيه فلما عرف فيه الموت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما والله إن كنت لأنهاك عن حب يهود فقال: أبغضهم أسعد بن زرارة فمه" (?) أي فماذا أفاد أسعد بن زرارة كرهه لليهود حيث مات في أول أيام الهجرة .. هذه الإجابة تكشف عن ضيق أفق هذا المنافق ونظرته المحدودة بين جدران الدنيا الفانية .. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يعني أن حب اليهود هو الذي يجلب لك الموت فاليهود قد غادروا غير ماسوف عليهم .. بل كان يعنى أننى كنت أنهاك عن موالاتهم التي لا تفيدك في مثل هذه الساعة التي تكون فيها أحوج ما تكون لله ولرسوله وللحقيقة - الإِسلام .. لكنه الحسد والحقد الذي يتفنن في إحراق أصحابه .. كان ابن سلول مغرورًا متكبرًا حتى في أيام احتضاره .. لم يقل للنبي عليه السلام أي كلمة تشير إلى أسفه وندمه وتوبته .. ولكن بعد أن خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من عنده استدعى ابنه وطلب منه أمرًا غريبًا

ابن سلول يطلب ثوب النبي (صلى الله عليه وسلم)

فبعد خروجه عليه السلام استدعى عبد الله بن سلول ابنه وقال له: "أي بني .. اطلب ثوبًا من ثياب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفني فيه ومره فليُصلّ عليّ" (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015