الأبواب فلم تعد زينب ولم ترجع أم كلثوم .. وأمامة الصغيرة تبحث مثلنا فلا تجد أمها ولا خالتها في طرقات المدينة ولا عند الجيران .. لقد رحلت الأم زينب رضي الله عنها والخالة أم كلثوم ولم يبق إلا فاطمة الزهراء.

لم نجد من يحدثنا عنهما سوى إحدى نساء الأنصار العظيمات وتدعى أم عطية .. أم عطية المجاهدة التي تقول: "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى" (?) حدثتنا أم عطية عن زينب .. فقط عن غسلها لأنها شاركت فيه .. تقول رضي الله عنها: "لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اغسلنها وترًا" (?) "اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر .. واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور فإذا فرغتن فآذنني" (?) وقال لهن: "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها" (?) فنفذت أم عطية ومن معها ما قاله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: "فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث قرنيها وناصيتها" (?) "ومشطناها ثلاثة قرون" (?) "فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال: أشعرنها إياه" (?) أي أعطاهن إزاره الذي يشد على الخصر وأمرهن أن يجعلوه يلاصق جسدها الطاهر مباشرة ثم حملوها على الأعناق أمام حزن ابنتها الصغيرة أمامة .. ثم واروها في مثواها الأخير رضي الله عنها .. وبعد فترة أو قبل ذلك فجع النبي - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015