فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله .. فأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر .. ما أبقيت لأهلك؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله .. فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا" (?).

ولعل هؤلاء الثلاثة يجدون منافسة من رجل الأعمال الناجح المجاهد الرائع عبد الرحمن بن عوف الذي يقول: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثًا .. فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله .. إن عندي أربعة آلاف؛ ألفين أقرضهما الله وألفين لعيالي .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بارك الله لك فيما أعطيت .. وبارك لك فيما أمسكت .. فقال رجل من الأنصار: وإن عندي صاعين من تمر صاعًا لربي وصاعًا لعيالي" (?).

لكن يبدو أن المنافقين لم يعجبهم هذا التسارع الجميل بالنفس والمال نحو تبوك فقاموا بتعويض قصورهم بإطلاق الألفاظ الساخرة من المؤمنين يشفون بها تشوهات نفوسهم ويطفئون بها جمر الحقد في قلوبهم: "فلمز المنافقون وقالوا ما أعطى ابن عوف هذا إلا رياء وقالوا أو لم يكن الله غنيًا عن صاع هذا فأنزل الله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015