لإمامه الذي عينه عليه النبي عليه السلام .. غير أن ذلك الجندي المطيع لله ولرسوله وولي أمره سرعان ما أبدى احتجاجه على أمره وتبرمه من تصرفه .. كل ذلك كان يحدث دون حقد أو شحناء بين الشاب وقائده .. إنما هي الحرية التي منحها الإسلام لأتباعه في محاسبة القائمين عليهم وإنكار المنكر حتى في حالات تفوق حالات الطوارئ خطورة كحالة الحرب التي يخوضها ابن الوليد اليوم .. تلك السماحة التي جعلت فتى الإسلام يقول: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فقالوا: صبأنا صبأنا.

فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره.

فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره" (?).

لكن خالدًا رضي الله عنه أصر على حكمه وأن هؤلاء يملكون وقاحة وتحديًا للإسلام في ساحة حرب لا يردعه سوى السيف .. فقام بتوزيع الأسرى لتنفيذ حكم القتل فيهم .. وكان بين هؤلاء الأسرى شاب في مثل سن آسره .. شاب مسكين لم يكن من أهل هذه الديار ولا شأن له بما يحدث .. فهو في واد والعالم كله في واد .. شاب قاده قلبه المسكين وضعف إرادته وعدم معرفته بدين التوحيد إلى التيه في الصحاري خلف هذا الهودج الذي تتربع فيه معشوقته ومهرى فؤاده التي تدعى حبيشًا .. لم يكن يريد من الدنيا سواها سوى التأمل في عينيها .. لكن راحلته ساقته ليلتقي بسيف خالد بن الوليد وهو الآن مأسور عند شاب اسمه ابن أبي حدرد .. فما هي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015