العنف والحقد والبخل .. هكذا تعامل قريش ابنها البار .. وابن سيدها وسيد العرب الكريم .. تحشد له الشوك والسياط والجوع والخوف .. حتى يمر به الشهر حزينًا لا يحمل إليه سوى لقمة يشاطرها بلال في وقت يتقلب فيه زبانية قريش في أنواع الملذات دون أن ينغص عليهم أنين المؤمنين تحت أقدامهم وسياطهم .. أو يحرك عواطفهم.

لقد كانوا مجرمين

يحملون المال والجاه والحسب والنسب والسياط .. لكن أيديهم وعقولهم خالية من الحجة والمنطق والحقيقة .. ليس لديهم سوى أشياء .. ورثوها عن آبائهم .. فيها اختلط الحق بالباطل دونما تمييز .. أما محمد -صلى الله عليه وسلم-فقد جمع الحق كله .. ورفض الشر كله .. فكانت النتيجة أن صادموه عندما أراد أن يطهرهم ويشدهم من مستنقعات الرذيلة التي يرتكسون فيها .. وكان يقود ذلك الصدام مجرمون .. تفننوا في التعذيب والسحل والتنكيل .. كان من هؤلاء عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبو لهب .. وكان منهم أمية بن خلف .. وعقبة بن أبي معيط وشيبة بن ربيعة .. وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة .. لكن هناك من يتفوق على هؤلاء كلهم قسوة وشراسة: رجلان هما: عمرو بن هشام (أبو جهل) ورجل آخر .. أما أبو جهل فكان جبارًا شقيًا يتلذذ بتعذيب المؤمنين .. حتى بلغ من قسوته أن طعن سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر بحربة في موضع عفافها حتى لفظت أنفاسها والحياة .. طعنها وهي المرأة الضعيفة الرقيقة .. إنها لم تشتمه .. ولم تسبه إنما قالت: لا إله إلا الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015