تمهيد

وهذا أوان البحث في سيرته العطرة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد اعتمدت على النقد التاريخي الذي سبق إليه المسلمون في تمحيص صحة الأخبار ونقدها، مع مقارنة تلك الأخبار بالوارد في القرآن الكريم، مع الدراسة النصية والتحليلية لهذين المصدرين، لاستنباط ما تشير إليه النصوص في كلٍّ، مع الاتكاء على التفسير الموضوعي لآيات القرآن الكريم فيما يعد جديدًا - في ظني - لبحث السيرة، مع إضافة جديد آخر كرر بعد ذلك وهو دراسة ما حدث للأنبياء من قبل، وما وقع لهم ليكون دليلاً صادقًا فيما يمكن أن يقع للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه.

ركزت على نقد "مونتجمري وات" (?) - في النقد التاريخي، وبينت خطأه وخطله لتكون إضافة تتسم بالجدة، ليكتمل بذلك هذا التصور لرسالة حديثة في بحث السيرة، حاولت أن تلم بعناصر البحث كافة - ما وسعها الجهد - وتوفرت لها الطاقة.

وقد اختار الباحث هذا (العنوان) لهذا المبحث، لكون كثير من الكاتبين في السيرة من مسلمين ومستشرقين، جعلوه عنوان هذا الجزء من حياته، وما شمل من سيرته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وليكون متناسبًا أو موافقًا لهم، خاصة مع المستشرقين منهم، في الرد عليهم وتبيين الحق فيما انتهوا إليه، مما يخالف ما انتهيت إليه، معتمدًا على التحليل التاريخي الذي زعموا، ليظهر بذلك عدم الإنصاف وضعف الأمانة العلمية فيما وصلوا إليه، أو بتحري الدقة - كما سيتضح - فيما أرادوا أن يصلوا إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015