الفَصْلُ الثَّالِثُ: المُحَدِّثُونَ فِي جِهَادِهِمْ:

في ضوء ما سبق قد يتساءل بعض الناس؟ هل معنى ذلك أنه لم تحدث محاولات للوضع، أو حدث الوضع بالفعل وتزييف، واختراع في السُنَّةِ؟ والواقع أن من يزعم أن السُنَّةَ على مجرى التاريخ قد خلت من الوضع إنما ينكر الحقائق الثابتة.

لقد حاول الكثيرون وضع أحاديث على لسان الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وحاولوا ذلك لأسباب مختلفة منها:

1 - أن بعض الناس كذابون بطبيعتهم، اتخذواالكذب هواية لا يستقيم أمرهم إلا على الكذب، فكذبوا على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإذا كان من المعروف في جميع الأديان أن بعض الناس يكذب على الله، فإن من الأمور التي تحدث أن يكذب بعض الناس على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

2 - وبعض الناس يسيطر عليه مذهب من المذاهب أو نزعة من النزعات، ويتشبع بذلك حتى يملأ عليه أقطاره فيكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تأييدًا لمذهبه وتأكيدًا لنزعته، وإرضاء لهواه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015