منزَّلان متلوان، ولا يكون ذلك إلا للوحي. وإن كان تلاوةُ الكتاب الكريم غيرَ تلاوة الحكمة. والله تعالى أعلم.

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (?) : ذَكَر الله الكتابَ - وهو القرآن - وذكر الحكمةَ، فسمعتُ مَن أرضى مِن أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمةُ سنةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا يشبه ما قال، والله تعالى أعلم.

لأن القرآن ذُكِر، وأُتبعته الحكمةُ، وذَكَر الله مَنَّه على خَلْقه: بتعليمهم الكتابَ والحكمةَ، فلم يَجُز - والله أعلم - أن يُقال الحكمة ههنا: إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ

وما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى - ونقله عمن رضي من أهل العلم بالقرآن - ليس مذهبَه فحسب، بل هو مذهبُ عامة السلف والمفسرين (?) ، كما بينت هذا في غير هذا الموضع. والله تعالى أعلم.

3- لقد تكفل الله تعالى بجمع القرآن الكريم في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تكفل جل شأنه ببيانه، فقال عز وجل {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [سورة القيامة: 16 – 19]

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحرِّك لسانه أثناء قراءة جبريل عليه السلام في نزوله بالوحي عليه صلى الله عليه وسلم، مخافةَ أن ينفلت منه، ولا يحفظه، فنُهي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأُخبر أن الله عز وجل هو المتكفل بحفظه في صدره صلى الله عليه وسلم، وجريانه على لسانه بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015