السنّة النبويّة وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم

إعداد الدكتور أبولبابة الطاهر حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

هل كلّ السنّة وحي؟

إلا أنّه قبل المضيّ قدما في دراسة الموضوع يعترضنا سؤال هامّ وهو: هل كلّ السنّة وحي؟

لقد ثبت بتتبّع سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم العطرة وسنّته المطهّرة أنّه قد اجتهد في مسائل ونوازل عديدة لم ينزل عليه فيها وحي، بمقتضى ما فطر عليه من سلامة العقل وسداد النظر سواء كان ذلك:

أ - باستخدام القياس: كقياسه صلى الله عليه وسلم ولادة الطفل الأسود من أبوين أبيضين على إنجاب الإبل الحمر الجمال الورق (?) بسبب الوراثة العرقيّة (?) ، وكقياسه وفاء البنت بنذر أمّها الحجّ، فماتت قبل أن تفي بنذرها، على وجوب قضاء الوارث دين مورّثه (?) .

ب - أو باستعمال الرأي: ابتداء مثل اجتهاده صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر حيث نزل موضعا رأى أحد صحابته وهو الحباب بن المنذر الخزرجيّ رضي الله عنه أنه غير ملائم عسكريّا، فسأله: "أمنزلا أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدّمه ولا أن نتأخّر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ " فلمّا أعلمه عليه الصلاة والسلام أنّه مجرّد اجتهاد لا دخل للوحي فيه، عرض عليه تغيير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015