أَي أَنكُمْ خير أمة حَال كونكم آمرين ناهين مُؤمنين بِاللَّه وَبِمَا يجب عَلَيْكُم الْإِيمَان بِهِ من كِتَابه وَرَسُوله وَمَا شَرعه لِعِبَادِهِ، فَإِنَّهُ لَا يتم الْإِيمَان بِاللَّه سُبْحَانَهُ إِلَّا بِالْإِيمَان وَالْعَمَل بِهَذِهِ الْأُمُور؛ وَقد أخرج الإِمَام الطَّبَرِيّ عَن قَتَادَة قَالَ. ذكر لنا أَن عمر بن الْخطاب قَرَأَ هَذِه الْآيَة ثمَّ قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس من سره أَن يكون من تِلْكَ الْأمة فليؤد شَرط الله مِنْهَا. قَالَ الإِمَام ابْن كثير: وَمن لم يَتَّصِف بذلك أشبه أهل الْكتاب الَّذين ذمهم الله بقوله: {كَانُوا لَا يتناهون عَن مُنكر فَعَلُوهُ لبئس مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} وَقَالَ البُخَارِيّ وسَاق السَّنَد إِلَى أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ فِي آيَة {كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس} خير النَّاس للنَّاس تأتون بهم فِي السلَاسِل فِي أَعْنَاقهم حَتَّى يدخلُوا فِي الْإِسْلَام، ثمَّ ذكر أَن رجلا قَامَ إِلَى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَهُوَ على الْمِنْبَر فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَي النَّاس خير؟ قَالَ: " خير النَّاس أقرأهم وأتقاهم لله، وَآمرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وأنهاهم عَن الْمُنكر. وأوصلهم للرحم " قَالَ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه.

فصل

فيا عُلَمَاء الْمُسلمين. وَيَا قادة الْمُؤمنِينَ. إِلَى رضوَان رب الْعَالمين. مروا بِالْمَعْرُوفِ. وانهوا عَن الْمُنكر. واصبروا على مَا أَصَابَكُم فِي هَذَا السَّبِيل {إِن ذَلِك من عزم الْأُمُور} واءمروا أقاربكم ومعارفكم وآباءكم وأبناءكم وَإِخْوَانكُمْ وأزواجكم وعشائركم - أَن يأمروا بِالْمَعْرُوفِ. وينهوا عَن الْمُنكر. وَيَدْعُو بَعضهم بَعْضًا إِلَى الله وَإِلَى كِتَابه وَهدى رَسُوله. بينوا لَهُم أَن هَذَا حتم عَلَيْهِم فِيمَا عرفوه من شرائع الْإِسْلَام عرفوهم أَنهم إِن عمِلُوا بِمَا علمتموهم. فرضوان من الله أكبر. وجنة عالية قطوفها دانية وَإِلَّا فيكونون كمن {كَانُوا لَا يتناهون عَن مُنكر فَعَلُوهُ لبئس مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} انصحوا وعظوا. وعاهدوا النَّاس على أَن ينصحوا ويعظوا. وعاهدوهم على أَن يعاهدوا من بعدهمْ على ذَلِك وَهَكَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015