لَا يَفْعَلُونَ ذَلِك بل وَلَا شَيْئا مِنْهُ: فجهلاء الْمُسلمين أشر من الْيَهُود وَالنَّصَارَى. وَقد روى البُخَارِيّ وَمُسلم أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " لَيْسَ منا من لطم الخدود، وشق الْجُيُوب ودعا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة " وَفِي صَحِيحهمَا " أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بَرِيء من الصالفة والحالقة والشاقة " وروى مُسلم أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " اثْنَان فِي النَّاس هما بهم كفر: الطعْن فِي النّسَب، والنياحة على الْمَيِّت ". وَالَّذِي عَلمته بالاختبار من أَحْوَال الْمُسلمين أَنهم لَا يبالون بصغائر الذُّنُوب وَلَا بكبائرها بل وَلَا بالكفريات. وَلذَا مسخوا فَإنَّا لله.
فِي صَحِيح البُخَارِيّ: كَانَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن وَيَقُول: " إِن أَبَاكُمَا كَانَ يعوذ بهما إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة، من كل شَيْطَان وَهَامة وَمن كل عين لَامة ". وَفِي الصَّحِيحَيْنِ " رقى رجل من أَصْحَاب النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لديغا بِفَاتِحَة الْكتاب وتفل عَلَيْهِ فَكَأَنَّمَا نشط من عقال " أما ذهَاب النَّاس إِلَى شيخ رفاعي ليرقيهم بالكفكية فجهل كَبِير، وضلال بعيد، وبدع فِيهَا وَعِيد؛ وَعَذَاب شَدِيد.
روى أَبُو دَاوُد أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " الرّيح من روح الله تَأتي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي