وَعشْرين من رَجَب وصلوات أخر تذكر فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة، وَصَلَاة لَيْلَتي الْعِيدَيْنِ وَصَلَاة يَوْم عَاشُورَاء، وأمثال ذَلِك من الصَّلَوَات المروية عَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] مَعَ اتِّفَاق أهل الْعلم بحَديثه، أَن ذَلِك كذب عَلَيْهِ، وَلَكِن بلغ ذَلِك أَقْوَامًا من أهل الْعلم وَالدّين فظنوه صَحِيحا فعملوا بِهِ، وهم مأجورون على حسن قصدهم لَا على مُخَالفَة السّنة، وَأما من تبينت لَهُ السّنة فَظن أَن غَيرهَا خير مِنْهَا فَهُوَ ضال مُبْتَدع بل كَافِر أه. وَكَذَا قَالَ صَاحب أَسْنَى المطالب والفتنى فِي التَّذْكِير والسيوطي فِي اللآلئ وَالله أعلم.

فصل فِي بَيَان الرَّوَاتِب المسنونة

فِي البُخَارِيّ عَن ابْن عمر قَالَ: " صليت مَعَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] سَجْدَتَيْنِ قبل الظّهْر وسجدتين بعد الظّهْر وسجدتين بعد الْمغرب، وسجدتين بعد الْعشَاء، وسجدتين بعد الْجُمُعَة. فَأَما الْمغرب وَالْعشَاء فَفِي بَيته، وحدثتني أُخْتِي حَفْصَة أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خفيفتين بعد مَا يطلع الْفجْر " وَقَالَ فِي البُخَارِيّ أَيْضا عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَانَ لَا يدع أَرْبعا قبل الظّهْر وَرَكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة " وَفِي البُخَارِيّ أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ: " صلوا قبل الْمغرب " أَي رَكْعَتَيْنِ قَالَ فِي الثَّالِثَة " لمن شَاءَ " كَرَاهِيَة أَن يتخذها النَّاس سنة، وَفِيه عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) كَانَ يُصَلِّي قبل الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَبعدهَا رَكْعَتَيْنِ وَورد مَرْفُوعا: (رحم الله امْرأ صلى قبل الْعَصْر أَرْبعا) حسنه التِّرْمِذِيّ وَفِي هَذَا رد على من يَقُول من الْمَالِكِيَّة: لَيْسَ عندنَا سنَن سوى الْوتر وَالْعِيدَيْنِ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي بعد الْجُمُعَة حَتَّى ينْصَرف فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ، وروى الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ إِذا صلى أحدكُم الْجُمُعَة فَليصل بعْدهَا أَربع رَكْعَات " وَفِي البُخَارِيّ عَن جَابر قَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015