والرفاعي والدسوقي، والبيومي، والإمبابي، ومولد النَّبِي. وَمَا من بلد من من بِلَاد الْمُسلمين إِلَّا وفيهَا مقدسون، ومعظمون من الْأَمْوَات يذبحون وينذرون لَهُم، ويتقربون إِلَيْهِم بنفائس النذور والذبائح الَّتِي هِيَ حق لله وَحده لَا شريك لَهُ، ف {أُولَئِكَ الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا} ، فَمَا بِهَذَا أَمركُم الله فِي كِتَابه أَيهَا الْمُسلمُونَ، بل أَمر الله نبيه أَن يَقُول: {قل إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب الْعَالمين لَا شريك لَهُ وَبِذَلِك أمرت وَأَنا أول الْمُسلمين} ، فَالله تَعَالَى يَأْمر نبيه أَن يخبر الْمُشْركين الَّذين يعْبدُونَ غير الله ويذبحون لغيره، أَنه مُخَالف لَهُم فِي ذَلِك وَأَن صلواته وقرباته، وعبادته وذبائحه لله وَحده لَا شريك لَهُ، وَقد قَالَ الله تَعَالَى أَيْضا لَهُ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : {فصل لِرَبِّك وانحر} أَي أخْلص لَهُ صَلَاتك وذبحك، فَإِن الْمُشْركين يعْبدُونَ الْأَوْلِيَاء والموتى، ويذبحون لَهَا، فَلَا تفعل كفعلهم وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا} .

هَذَا وَقد ثَبت فِي السّنة لعن من ذبح لغير الله، كَمَا رَوَاهُ أَحْمد، وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ، عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: حَدثنِي رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) ، بِأَرْبَع كَلِمَات: " لعن الله من ذبح لغير الله، وَلعن الله من لعن وَالِديهِ، وَلعن الله من آوى مُحدثا، وَلعن الله من غير منار الأَرْض " بل قد أَدخل الله النَّار رجلا بِسَبَب ذُبَاب قربه لغير الله، كَمَا روى عَن طَارق بن شهَاب، أَن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ: " دخل الْجنَّة رجل فِي ذُبَابَة، وَدخل النَّار رجل فِي ذُبَاب. قَالُوا: كَيفَ ذَلِك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: مر رجلَانِ على قوم لَهُم صنم لَا يُجَاوِزهُ أحد حَتَّى يقرب لَهُ شَيْئا. قَالُوا لأَحَدهمَا: قرب، قَالَ: لَيْسَ عني شَيْء أقرب، قَالُوا قرب وَلَو ذبابا، فَقرب ذبابا فَخلوا سَبيله، فَدخل النَّار، وَقَالَ للْآخر: قرب، قَالَ: مَا كنت لأَقْرَب لأحد شَيْئا دون الله عز وَجل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015