إخْوَانِي ذكرُوا نساءكم بقول النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) " أَيّمَا امْرَأَة خرجت من بَيتهَا بِغَيْر إِذن زَوجهَا كَانَت فِي سخط الله تَعَالَى حَتَّى ترجع إِلَى بَيتهَا أَو يرضى عَنْهَا زَوجهَا " ذكره فِي الْجَامِع برمز الْخَطِيب وَحسنه. ثمَّ إِذا كَانَت شريعتنا تنْهى الْمَرْأَة عَن صِيَام التَّطَوُّع بِغَيْر إِذن زَوجهَا كَمَا فِي الحَدِيث " أَيّمَا امْرَأَة صَامت بِغَيْر إِذن زَوجهَا فأرادها على شَيْء فامتنعت عَلَيْهِ كتب الله عَلَيْهَا ثَلَاثًا من الْكَبَائِر " ذكره فِي الْجَامِع برمز الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَحسنه، فَكيف تكون خالها إِذا خرجت متبرجة تمشي بَين الرِّجَال وريحها تعصف ثمَّ كَيفَ إِذا وقفت بَين الرِّجَال تغني بصوتها الرَّقِيق الرفيع الجذاب؟ لَا شكّ أَن هَذَا ضلال مُبين، وَجَهل فاضح، ومنكر فَاحش، لَا يرتضيه مُسلم عرف معنى الشهامة.

وَقد سُئِلَ ابْن مَسْعُود عَن قَول الله: {وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث ليضل عَن سَبِيل الله بِغَيْر علم ويتخذها هزوا أُولَئِكَ لَهُم عَذَاب مهين} فَقَالَ " الْغناء وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ورددها ثَلَاثًا " وَكَذَا قَالَ ابْن عَبَّاس وَجَابِر وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير وَمُجاهد وَمَكْحُول، وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ: " نهى رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) عَن بيع الْمُغَنِّيَات وَعَن التِّجَارَة فِيهِنَّ، وَعَن تعليمهن الْغناء وَقَالَ: ثمنهن حرَام، وَقَالَ فِي هَذَا أَو نَحوه نزلت على {وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث ليضل عَن سَبِيل الله} وَقَالَ: " مَا من رجل يرفع عفيرة صَوته للغناء إِلَّا بعث الله لَهُ شياطين يرتدفانه - أَعنِي هَذَا من ذَا الْجَانِب وَهَذَا من ذَا الْجَانِب - وَلَا يزَالَانِ يضربان بِأَرْجُلِهِمَا فِي صَدره حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي يسكت " وَهُوَ كَذَلِك فِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ. وَفِي الْجَامِع وَصَححهُ " صوتان ملعونان فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة: مزمار عِنْد نعْمَة. وَرَنَّة عِنْد مُصِيبَة " وَقَالَ ابْن مَسْعُود: " الْغناء ينْبت النِّفَاق فِي الْقلب كَمَا ينْبت المَاء البقل ". وَمر ابْن عمر بِقوم محرمين وَفِيهِمْ رجل يتَغَنَّى فَقَالَ: أَلا لَا سمع الله لَك. ف (يَا أَيهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015