ويتهادونها لاعتقادهم أَن هَذَا يذهب الشرور، وَهَذَا اعْتِقَاد فَاسد، وتشاؤم مَذْمُوم، وابتداع قَبِيح، يجب أَن يُنكره كل من يرَاهُ على فَاعله. وَكَذَا تشاؤمهم وتطيرهم من أكل الْجُبْن وَاللَّبن والسمك فِي يومي السبت وَالْأَرْبِعَاء مِمَّا يدل على أَن الشَّيْطَان قد قضى وطره من هَؤُلَاءِ النَّاس، وَأعَاد فيهم سنَن أهل الْجَاهِلِيَّة الأولى، فَإِن الْإِسْلَام نهى عَن كل ذَلِك، فَفِي الْمسند وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَغَيرهمَا عَنهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " الطَّيرَة شرك " وروى الطَّبَرَانِيّ وَحسنه فِي الْجَامِع " لَيْسَ منا من تطير أَو تطير لَهُ أَو تكهن أَو تكهن لَهُ أَو تسحر أَو تسحر لَهُ " وَفِيه عَن أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَنهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " من ردته الطَّيرَة عَن حَاجَة فقد أشرك " قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا كَفَّارَة ذَلِك؟ قَالَ يَقُول: اللَّهُمَّ لَا طير إِلَّا طيرك وَلَا خير إِلَّا خيرك وَلَا إِلَه غَيْرك " وَحسنه فِي الْجَامِع وَشَرحه: وَفِي الْجَامِع أَيْضا عَنهُ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : وَلَا عدوى وَلَا طيرة وَلَا هَامة وَلَا صفر وَلَا غول " ورمز لِأَحْمَد وَمُسلم.

فصل فِي شهر ربيع الأول وبدعة المولد فِيهِ

لَا يخْتَص هَذَا الشَّهْر بِصَلَاة وَلَا ذكر وَلَا عبَادَة وَلَا نَفَقَة وَلَا صَدَقَة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015