وإنني لأكْثر ثنائي وعظيم شكري لجَماعَة أنصار السّنة، إِذْ مَا جَاءَنِي صَغِير مِنْهُم وَلَا كَبِير إِلَّا وَأرَاهُ محافظا على إحْيَاء هَذِه السّنة، غير مقصر فِي قبُولهَا وَتَعْلِيمهَا فَأكْثر الله من أمثالهم، وَلَكِنِّي أنكر عَلَيْهِم جدا حلق لحاهم، ويشتد نكيري وتغيظي عَلَيْهِم لإعراضهم وذهولهم عَن التَّطَوُّع بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم فِي المعركة الفلسطينية لقتل الْيَهُود الَّذين هم: {أَشد النَّاس عَدَاوَة للَّذين آمنُوا} والفتك بهم وَلَقَد كَانَ الْمَفْرُوض والمنتظر مِنْهُم أَن يَكُونُوا أول قَاتل وَأول قَتِيل وَأَشد من يتحمسون ويلتهبون نَارا قبل غَيرهم للدفاع عَن الْقبْلَة الأولى، ومسرى الرَّسُول وبلد الْأَنْبِيَاء، وَعَن دِمَاء وأعراض وأموال إخْوَانهمْ فِي الْإِسْلَام والأوطان عاملين قبل النَّاس فاهمين معنى {وَإِن استنصروكم فِي الدّين فَعَلَيْكُم النَّصْر} ، وَقَوله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يحقره، وَلَا يكذبهُ وَلَا يُسلمهُ ".

يَا أنصار سنة مُحَمَّد. لقد كَانَ من واجبكم أَن تَكُونُوا أسبق النَّاس إِلَى هَذَا الْخَيْر الْعَظِيم. الشَّهَادَة فِي سَبِيل الله، وَأَن لَا يعرف النَّاس طَرِيق الذّهاب إِلَى ميادين الْقِتَال إِلَّا عَن طريقكم. لَا عَن طَرِيق من تعتقدون أَنهم أهل ضَلَالَة وبدعة، وَلَكنَّا وَيَا للأسف لم نجدكم إِلَّا أَبْطَأَ النَّاس {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا مَا لكم إِذا قيل لكم انفروا فِي سَبِيل الله اثاقلتم إِلَى الأَرْض أرضيتم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْآخِرَة فَمَا مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا قَلِيل إِلَّا تنفرُوا يعذبكم عذَابا أَلِيمًا ويستبدل قوما غَيْركُمْ وَلَا تضروه شَيْئا} .

الْبَاب التَّاسِع عشر فِي بَيَان الْكَفَن الْمَشْرُوع، وذم الْعُلُوّ فِيهِ وَفضل صَلَاة الْجِنَازَة وَفِي بدعها ومنكراتها

أخرج الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن مَاجَه: " أَن مُصعب بن عُمَيْر قتل يَوْم أحد وَلم يتْرك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015