4 - فوائد متنوعة من البداية والنهاية في عهد إمارة عماد الدين زنكي:

1 - في سنة 523هـ قال ابن كثير: في هذه السنة قتل صاحب دمشق من الباطنية ستة آلاف، وعلَّق رأس كبيرهم على باب القلعة وأراح الله أهل الشام منهم وفيها حاصرت الفرنج مدينة دمشق فخرج إليهم أهلها فقاتلوهم قتالاً شديداً، وبعث أهل دمشق عبد الوهاب الواعظ ومعه جماعة من التجار إلى بغداد يستغيثون بالخليفة، وهموا بكسر منبر الجامع حتى وعدوا بأنهم سيكتبون إلى السلطان ليبعث جيشاً كثيفاً نصرة لأهل الشام فلم يبعث إليهم جيش حتى نصرهم الله من عنده، فهزمهم المسلمون وقتلوا منهم عشرة آلاف، ولم يفلت منهم سوى أربعين نفساً ولله الحمد والمنة وقتل بَيْمنَدُْ الفرنجي صاحب أنطاكية (?).

2 - وفي أحداث عام 524هـ: فيها كانت زلزلة عظيمة بالعراق تهدمت بسببها دور كثيرة ببغداد، ووقع بأرض الموصل مطر عظيم فسقط بعضه ناراً تأجَّجُ، فاحترقت دُور كثيرة من ذلك وتهارب الناس وفيها وجد ببغداد عقارب طيّارة لها شوكتان، فخاف الناس منها خوفاً شديداً وفيها ملك عماد الدين زنكي بلاداً كثيرة من الجزيرة، ومن بلاد الفرنج، وجرت له معهم حروب طويلة، وخطوب جليلة، ونُصر عليهم في تلك المواقف كَّلها، ولله الحمد والمنة، وقتل خلقاً من جيش الروم حين قدموا إلى الشام ومدحه الشعراء على ذلك (?).

3 - وفي عام 524هـ توفي إبراهيم بن عثمان، أبو إسحاق الكَلْبُّي من أهل غزّة، جاوز الثمانين، وله شعر جيد ومن شعره في الأتراك قوله:

في فتنة من جيوش التركِ ما تركت ... للرَّعْدِ كَرَّاتُهُمْ صوتاً ولا صِيتا

قوم إذا قُوبلوا كانوا ملائكة ... حُسناً وإن قُوتِلُوا كانوا عفاريتا (?)

وله أيضاً:

إنمَّا هذه الحياةُ متاعٌ ... والسَّفيهُ الغَوِيُّ من يصطفيها

ما مضى فات والمؤمَّلُ غَيْبٌ ... ولك الساعة التي أنت فيها (?)

4 - وفي سنة 525هـ توفي أحمد بن محمد، أبو نصر الطوسي سمع الحديث وتفقه بالشيخ أبي إسحاق الشيرازي وكان شيخاً لطيفاً عليه نور قال ابن الجوزي أنشدني

فإن نلت خيراً نِلْتهُ بعزيمة ... وإن قصَّرَت عنك الخطوب فعن عُذرِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015