البخاري"، وعرفه ذلك، وأنه سار إليهم، أو كما قال. قال غيث: وسألت جماعة: لِمَ سُمّي العيار؟ فقال: لأنه كان في ابتدائه يسلك مسالك الشُّطَّار، ثم رجع إلى هذه الطريقة.

وقال ابن النجار في "ذيله": من أهل نيسابور، بكر به أبوه فأسمعه من أبي بكر البَزَّاز وغيره، وأسمعه بسرخس، والرّي، ومكة، واستراباذ، وعُمّر حتى جاوز المائة، وخرج له الحافظ البَيْهقي فوائد في عشرين جزءاً، حدث بدمشق، وأصبهان، ونيسابور، وهراة، وغزنة، ودخل بغداد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وقال الذهبي في "النبلاء": الشيخ العالم الزاهد، المُعمّر، انتقى عليه أبو بكر البَيْهقي. وفي "التاريخ": انتقى له البَيْهقي، وخرّج له موافقات. وقال في "الميزان": صدوق -إن شاء الله تعالي-، مشهور. وقال في "المغني": تُكُلِّمَ في بعض سماعه. وقال في "الديوان": ضعيف لا يترك. وقال الحافظ في "اللسان": سمع الكثير، وانتهى إليه علو الإسناد، وكان يطوف البلاد ويحدث، -رحمه الله تعالي-.

وله سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وتو في بغزنة، في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وقيل: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

تنبيه: جاء في "الأسماء والصفات" (2/ 19) برقم (589): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي، سمعت أبا عثمان سعيد بن إشكاب الشاشي، يقول: سألت إسحاق بن راهويه. فذكر محققه الشيخ الحاشدي أن ابن إشكاب هذا هو سعيد بن محمَّد بن نعيم بن إشكاب النيسابوري العيار صاحب الترجمة، وقد وهم في ذلك وهماً بيناً، فإن بين وفاة إسحاق بن راهويه ومولد العيار أكثر من مائة سنة، والله الموفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015