قال: فابتدعوا ولا تتبعوا، وجددوا ولا تتمسكوا، وتحزبوا ولا تجتمعوا، فزمانكم غير زمانهم، وظروفكم غير ظروفهم، فقد ولَّى زمانهم، وانقضى عهدهم، فهم أصحاب الفكر السطحي، وحملة الفقه البدوي، لا علم لهم بالمنطق ولا بعلم الكلام .. ولا يحملون الشهادات، بل قال لي أحدهم: نحن أعلم من الصحابة في كل شيء، قلت: حتى في العربية؟ ، قال: نعم، عندنا عشرات المعاجم، وماكان عندهم معجم واحد؟

وحلف لهم الشيطان: أنكم أعلم من الصحابة وأحكم، كيف وأنتم حملة الشهادات، وخريجوا الجامعات، ولما رأى الشيطان هول هذا عليهم، وخشي أن يفلتوا من زمامه، خفف عنهم، فقال للسابقين: طريقة الصحابة أسلم، وطريقتي التي أرشدكم إليها أعلم وأحكم.

فراح بعضهم ـ والعياذ بالله ـ يحرف صفات الله وينكرها.

وقال اللاحقين ـ بدعوى التجديد ـ ينقضون قواعد الأصول، ويهدمون أسس الدين، ولمّا يبنوا بيت العنكبوت بعد، ليحرموا ما أحل الله، ويُحلوا ما أحل الله.

وآخرون غرهم عقلهم، وخدعم أسلوبهم، ونفخهم نفاقهم وتزلفهم، فسبوا سلف هذه الأمة المشهود لها بالخيرية، وطعنوا بشباب هذه الصحوة، وحكموا عليهم بالعمالة والسوداوية، والسذاجة والسطحية، والعته والعمى، كل هذه الأوصاف في حق من؟ ! في حق أبي بكر وعمر وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015