المقرئ في "حراز" من بلاد اليمن - رضي الله عنه ونفع به - قرأ عليه بعض المبتدعين القراءات السبع، وحفظها، واجتمع له الإتقان وحسن الصوت.

فلما رجع إلى بلاده أعجب أصحابه تحقيقه وحسن صوته، وقالوا: ما أحسن هذا لو كان شيخك منا. فقال: وما علي من ذاك، أخذت العسيلة وتركت الظرف! .

فبلغ الشيخ محمد بن زاكي المذكور، فجمع وأصحابه وقال: اقرؤوا [63 أ/هـ] سورة/ (يس) حتى ترجع إلينا عسيلتنا. فقرؤوا؛ فذهب حفظ ذلك الشخص، وبقي لا يعرف شيئا من القرآن أصلا، فعرف من أين أتي، ثم جاء إلى الشيخ المذكور مستغفرا تائبا من مذهبه، ودخل في مذهب الشيخ صالح المذكور، وهو شافعي المذهب، ثم ابتدأ يتعلم القرآن كما يتعلم المبتدئ، وبلغ إلى/ [42 ب/ ح] خمس روايات ثم مات - رحمه الله تعالى -.

ونقل أيضا - رضي الله عنه - في كتابه المذكور: أنه كان بعض الشيوخ في بلاد الهند، وكان السلطان يعظمه، فحسده بعض الكفار البراهمة هناك، وقال للسلطان: هذا ما هو على شيء؛ فاجمع بيني وبينه، حتى أبين لك حاله. فعقد لهم مجلسا، فلما اجتمعوا واجتمع الناس، قال الحكيم البرهمي للشيخ المسلم المذكور: إن كنت صادقا فطر مثلي. ثم ارتفع في الهواء، وبقي يعنف الشيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015