الفصل السابع: في قصة الذبيح:

لما ابتلي الخليل بنمرود فسلم، وبالنار فسلم، امتد ساعد البلاء إلى الولد المساعد، فظهرت عند المشاورة نجابة {افعل ما تؤمر} [الصافات: 102]، وآر بوصي الأب اشدد رباطي ليمتنع ظاهري من التزلزل، كما سكن قلبي مسكن السكون، واكفف ثيابك عن دمي، لئلا يصبغها عند مي، فتحزن لرؤيته أمي، واقرأ السلام عليها مني، فقال: نعم العون أنت يا بني. ثم أمر السكين على مريئي المرء فما مرت، غير أن حسرات الفراق للعيش أمرت، فطعن بها في الحلق (مرات) فنبت، لكن حب، حب الرضا في حبة القلب نبت، يا إبراهيم من عادة السكين أن تقطع، ومن عادة الصبي أن بجزع، فلما نسخ الذبيح نسخة الصبر ومحا سطور الجزع، قلبنا عادة الحديد فما مر ولا قطع، وليس المراد من الابتلاء أن نعذب ولكنا نبتلي لنهذب.

أين المعتبرون بقصتهما في غصتهما، لقد حصحص الأجر في حصتهما، لما جعلا الطاعة إلى الرضا سلمًا، سل ما يؤذي فسلما، وكلما حاجب كلم كل ما به تذبحان، فصدما به صدمًا، بيناهما على تلك {وتله} [الصافات: 103] جاء بشير {قد صدقت الرؤيا} [الصافات: 105]، فارتد أعمى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015