عنه الهاشمي، وتارة يروي عن رجل عن آخر عن الشيخ الذي روى عنه الهاشمي، وعامّتُهم مجهولون لا يُعرفون، وفيهم مَن يُشكُّ في وجوده، وفي بعض ذلك ما يبيّن فضيحةَ مفتعله وكذب مؤتفكه، وإنْ كان الكلامُ الذي فيها (كلامًا) (?) حسنًا ومواعظها مواعظ بليغة، فليس لأحدٍ أن ينسب حرفًا يستحسنه مِن الكلام إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإنْ كان ذلك الكلام في نفسه حقًا، فإنّ كلَّ ما قاله الرسولُ فهو حقّ (?)، وليس كلُّ ما هو حقّ قاله الرسول. فليُتأمّل هذا الموضع فإنّه مزلَّة أقدام ومضلَّة أفهام، وقد نبَّه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ذلك بقوله في الحديث الصحيح: (إنّ كذبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحد، فمن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوّأ مقعده من النار) (?).

جعلنا اللهُ مِن القائلين بالحق المتمسِّكين بالصدق، وأحيانا على ذلك وأماتنا عليه بفضله وكرمه؛ إنّه أرحم الراحمين، انتهى. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015