بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيَمِ

ربِّ يَسِّر ولا تُعسِّر

الحمدُ لله الذي تفرّد بالبقاء، وأذلّ أعناق من تكبّر بالموت والفناء، وخضع لعظيم سُلطانه من في الأرض ومن في السماء. أحمده والحمدُ له أفضلُ الدعاء، وأشكره والشكرُ له عنوان الثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له شهادةً أرجو بها النجاة يوم اللقاء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم الرسل والأنبياء، وسيد الأصفياء، صلى الله عليه وعلى آله الكرام الأوفياء، وصحبه البررة الأتقياء.

وبعد،

فقد رأيت كتاب "فوائد الحديث" للحافظ أبي القاسم تمّام بن محمَّد الرازي من أجلِّ كتب الفوائد قَدْراً، وأعظمها خَطَراً، لما حواه من رواياتٍ عزيزةٍ وفوائد غزيرةٍ، لكنّه لعدمِ ترتيبه وتبويبه قد صار بين الطلاب مهجوراً، وفي ظلماتِ الأسفار مغموراً، لا تَطالَه الأيدي، ولا تُمعن فيه الأنظار، فقلّ العزوُ إليه، ونَدَرَ التعريجُ عليه، وعُزيت أحاديث لمن دونه منزلةً وهي فيه.

فرأيتُ التقرّبَ إلى الله -عز وجل- بتقريبه وترتيبه، وخدمة سُنّةِ نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بتخريجه وتهذيبه، ليسهُلَ على طالبه، ويقربَ إلى راغبه، وسمّيته "الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام"، واللهَ أسأل الِإعانةَ على الِإتمام، والتوفيقَ لحُسن الاختتام، وأن يجعلَه عُدّةً ليوم لقاه، وسبباً للفوز برضاه، هو حسبي ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015