ورؤي سُفْيَان الثَّوْرِي فِي المنام وَلَهُ جناحان يطير بهما فِي الْجَنَّة من شجرة إِلَى شجرة، فقيل لَهُ: بم نلت هَذَا؟ فَقَالَ: بالورع.

ووقف حسان بْن أَبِي سنان عَلَى أَصْحَاب الْحَسَن فَقَالَ: أي شَيْء أشد عليكم؟ قَالُوا: الورع، فَقَالَ: ولا شَيْء أخف عَلِي منه، فَقَالُوا: فكيف؟ فَقَالَ: لَمْ أرو من نهركم منذ أربعين سنة.

وَكَانَ حسان بْن أَبِي سنان لا ينام مضطجعا ولا يأكل سمينا ولا يشرب ماء باردا ستين سنة فرؤي فِي المنام بَعْد موته، فقيل لَهُ: مَا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: خيرا إلا أني محبوس عَنِ الْجَنَّة بإبرة استعرتها فلم أردها.

وَكَانَ لعبد الْوَاحِد بْن زَيْد غلام خدمه سنين وتعبد أربعين سنة وَكَانَ ابتداء أمره كيالا فلما مَات رؤي فِي المنام، فقيل لَهُ: مَا فعل اللَّه تَعَالَى بك؟ فَقَالَ: خيرا غَيْر أني محبوس عَنِ الْجَنَّة وَقَدْ أخرج عَلَى من غبار القفيز أربعين قفيزا.

ومر عيسى بْن مريم عليهما السَّلام بمقبرة فنادى رجلا منها فأحياه اللَّه تَعَالَى فَقَالَ: من أَنْتَ؟ فَقَالَ: كنت جمالا أنقل لِلنَّاسِ فنقلت يوما لإِنْسَان حطبا فكسرت منه خلالا تخللت بِهِ فانا مطالب بِهِ منذ مت.

وتكلم أَبُو سَعِيد الخراز فِي الورع فمر بِهِ عَبَّاس بْن المهتدى، فَقَالَ: يا أبا سَعِيد أما تستحي تجلس تَحْتَ سقف أَبِي الدوانيق وتشرب من بركة زبيدة وتتعامل بالدراهم المزيفة، وتتكلم فِي الورع؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015