وجوب اتباع النصوص وإظهارها ودعوة الخلق إليها

أدائها، وإيهام السامع لفظًا ومراده (?) غيره؛ كما كان اليهود يَلْوُوْنَ ألسنتَهم بالسَّلامِ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?). فهذا أحد نوعي اللَّيّ.

والنوع الثاني منه: ليُّ المعنى، وهو تحريفه، وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به (?)، وتَحْمَالُه (?) ما لم يُرِدْه، أو يُسقط منه بعض ما أراد (?) به، ونحو هذا من ليّ المعاني، فقال تعالى: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)}.

ولما كان الشاهد مُطالَبًا بأداء الشهادة على وجهها، فلا يكتمها ولا يُغيّرها، كان الإعراض نظير الكتمان، واللّيُّ نظير تغييرها وتبديلها.

فتأمل (?) ما تحت هذه الآية من كنوز العلم.

والمقصود أن الواجب الذي لا يتمُّ الإيمانُ بل لا يَحصُلُ مسمَّى الإيمان إلا به مقابلةُ النصوص بالتَّلقِّي والقبول، والإظهار لها، ودعوة الخلق إليها, لا تُقَابَل بالإعراض (?) تارةً، وباللَّيِّ أخرى. قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015