تفسير قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}

بيان أن هذه الآية اشتملت على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم

فصل (?)

وبعدَ حمدِ اللهِ (?) بمَحَامِدِه التي هو لها أهل (?)، والصلاةِ والسلام (?) على خاتَم أنبيائِه ورُسله (?) محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن الله سُبحانَه يقول في كتابه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} (?).

وقد اشتملتْ هذه الآيةُ على جميعِ مَصالح العبادِ في معاشِهم ومعادِهم، فيما بينَهم في (?) بعضِهم بعضا، وفيما بينَهم وبينَ ربهم، فإن كلَّ عبد لا يَنْفَكُّ من (?) هاتينِ الحالتينِ وهذينِ الواجبينِ: واجب بينه وبين الله، وواجب بينه وبين الخَلْقِ.

فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرةِ والمعاونةِ والصُّحبةِ، فالواجبُ عليه فيها أن يكون اجتماعُه بهم وصحبتُه لهم تعاونا على مَرْضاةِ اللهِ وطاعتِه، التي هي غايةُ سعادةِ العبد وفلاحِه، ولا سعادةَ له (?) إلا بها، وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015