وقوله: (واقرب مني بقدرتك قربا تمحق به..) وتعقب ما فيه من أخطاء وشطحات

متى خرج الإنسان من الأوراد النبوية الشرعية وقع في الضلال من حيث لا يدري

ولا غيره.

وأما قوله ولا لسؤاله منك فهذا كلامٌ لم ينقله ثقة عن إبراهيم وهو مخالفٌ لما حكاهُ الله عن إبراهيم من سؤاله ودعائه بل قوله حسبي الله ونعم الوكيل هو دعاءٌ في حقيقة الأمر وقد تقدم التنبيه على نظير هذا لمَّا ذكر في الحزب سؤالَ الله أن يغنيه عن سؤاله وذكرنا أن سؤال الله تارة واجبًا وتارة مستحبًّا والواجبات لا بد منها والمستحبات لا يُطْلَب من الله الغِنى عنها فإنَّ ذلك طلبٌ من الله لنقص الدرجة وخفض المرتبة مثل أن يقول اللهم لا تجعلني أفعل نافلةً ولا أتقرَّب إليك بتطوع ونحو ذلك والله يحب من عبده التقرُّبَ إليه بالنوافل بعد الفرائض كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من عادَى لي وليًّا فقد بارزني بالمُحاربة وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افْتَرضْتُ عليه ولا يزالُ عبدي يتقرَّب إليَّ بالنَّوافل حتَّى أُحبه الحديث.

وفي الأحزاب أمور أخرى ... ومتى خرج الإنسان عن الأحزاب النبوية والأذكار والدعوات الشرعية كان كالسالك بُنيَّات الطريق ... فقد الضلال من حيث لا يدري وقد يتداركه الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015