منزلة الدعاء وأنه من أعظم أسباب حصول المطلوب

وقد بُسِطَ الكلام على هذا في غير هذا الموضع وبُيِّنَ خطأ من قال إن الدعاء لا يجلب منفعةً ولا يدفع مضرَّة بل هو تعبُّدٌ مَحْض.

وما يذكرونه من الحديث الإلهي إن سألْتَنا ما لَكَ عندنا فقد اتَّهمتنا وإن سألتنا ما ليس لك عندنا فقد اجترأتَ علينا فهذا من الأحاديث المكذوبة على الله.

وكذلك خطأ من قال هو علامة وأمارة وبُيِّنَ أن الصواب الذي اتفق عليه سلف الأمة أن الدعاء من أعظم الأسباب في حصول المطلوب ودفع المرهوب وقد جرَّب الناسُ أنَّ من لم يكن سائلاً لله سألَ خلقَه فإن النفسَ مضطرة إلى من يُحَصِّل لها ما ينفعها ويدفع عنها ما يضرها فإن لم تطلب ذلك من الله طلبته من غيره ولهذا يُوجد من يحض على ترك دعاء الله ويمدح من يفعله سائلاً للخلق فيرغبون عن دعاء الخالق ويدعون المخلوقين وهذه حال المشركين.

الموضع الثاني: قوله: (نسألك العصمة في الحركات..)

الموضع الثاني قوله نسألكَ العصمةَ في الحركات والكلمات والإرادات والخَطَرات من الشكوك والظنون والأوهام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015