إحسان الله إلى خلقه، وأنه ليس في حاجة إليهم

الإخبار لا على الطلب.

والثاني أنه يوجب ويحرِّم كقوله كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام 54] وقوله يا عبادي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْم على نفسي وجعلتُهُ بينكم محرَّمًا فلا تظالموا.

والقدرية الذين يقولون إنه يجب عليه بمقتضى القياس لا يقولون إن أحدًا من الخلق يُحْسِن إليه بل هم متفقون على أنه المحسن إلى عباده الرحيم بهم.

وقد قال تعالى إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا [الإسراء 7] وفي الصحيح المتقدم يا عبادي إنما هي أعمالُكُم أُحْصيها لكم ثُمَّ أُوَفِّيكُم إيَّاها فمنْ وجدَ خيْرًا فليحْمَدِ الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفْسَه.

والله تعالى وإن كان يحب المتقين والمحسنين والصابرين والتوابين ويفرح بتوبة التائبين ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهو الذي جعلهم كذلك هو الذي جعل المسلم مسلمًا والمصلي مصلِّيًا كما قال الخليل وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ [البقرة 128] وقال رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي [إبراهيم 40] .

وإذا كان كذلك فليس يمكن أن يكون للعبد على ربه نعمة حتى يُقال إنه أحسن إليه بل إحسانُ العبد إلى نفسه وإرضاؤه لربه وثوابُ ربه له هو من نعمة ربه عليه وإحسانه إليه كلُّ نعمةٍ منه فَضْل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015