ومنه قوله: (فليس كرمك مخصوصا بمن أطاعك..)

الله تعالى يعلم الأشياء على ما هي عليه ويخبر بها ويكتبها وكذلك

أَخْبرَ وأمَرَ بخلاف ما أَمَر فإنه يصير زنديقًا وهذا حال الملاحدة الذي ينتسبون إلى الصوفية كالقائلين بوحدة الوجود ويسمون ذلك تصوفًا وقد بُسِط الكلامُ على لفظ التصوف وما يتعلق به في غير هذا الموضع.

[ومن ذلك قوله فليس كرمُك مخصوصًا بمن أطاعك وأقبل عليك بل هو مبذول بالسبق لمن شئت من خلقك وإن عصاك وأعرض عنك] .

... لا بد لهم أن يمنَّ عليهم بسبب ذلك من الإيمان والطاعة وإلا فمع موت العبد على العصيان والإعراض عن الله لا يجعله كالمطيعين المقبلين عليه كما قال تعالى أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) [ص 28] .

والله تعالى يعلمُ الأشياءَ على ما هي عليه ويُخبر بها كذلك ويكتبها كذلك كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما مِنْكُم من أحدٍ إلاَّ وقد عُلِم مقعدُهُ من الجنة والنَّار قالوا أفلا ندَعُ العملَ ونتَّكلُ على الكتاب فقال لا اعْمَلُوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق لهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015