سبب الإجابة إما الطاعة للأمر أو الإيمان بإجابته للداعي

ومنه قوله: (واذكرنا إذا غفلنا عنك..)

لا مساواة بين العاصي والمطيع، فكيف بمن يطلب تفضيل العاصي؟

للداعي فكيف يُقال إنه يحرم عبده مع كثرة السؤال له وإن هذا هو الشقي حقًّا ثم إن هذا سؤال له ممكن أن يكون صاحبه من الأشقياء الذين حرمهم مع كثرة السؤال وحينئذ فيلزم أن لا يُدْعى بهذا فيكون هذا الدعاء باطلاً على قوله كما هو باطلٌ على موجب الكتاب والسنة.

ومن ذلك قوله واذكرنا إذا غَفَلْنا عنك بأحسن مما تذكرنا به إذا ذكرناك وارحمنا إذا عصيناك بأتمّ مما ترحمنا به إذا أطعناك.

يقال: هذا الدعاء من الأدعية المحرمة

فيقال هذا الدعاء من الأدعية المحرَّمة التي لا يستجيبها الله بمنزلة أن يقال فَضِّل أهلَ الكفر على أهل الإيمان وأهل الفجور على أهل البر وفَضِّل الغافلين على الذاكرين وهذا دعاء بخلاف ما أخبر الله أن يفعله وبخلاف ما كتبه على نفسه وسبقَتْ به كلمَتُه وأخبرَتْ به رسله عنه وقد قال تعالى أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) [ص 28] وقال أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) [القلم 35-36] وقال أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) [الجاثية 21] .

فقد أنكر سبحانه على من ظنَّ أنه يساوي بين أهل طاعته وأهل معصيته فكيف بمن يطلب منه أن يفضِّل العبدَ العاصي على المطيع وقد قال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة 152] وفي الصحيح من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015