تقسيم الأمر عندهم إلى ملك وملكوت وجبروت

وتقسيم الأمر إلى ملك وملكوت وجبروت وهي معاني الفلاسفة وعُبِّر عنها بعبارات إسلامية لم يقصد بها الرسول ما يقصده هؤلاء فإن هؤلاء يعنون بالمُلك الأجسام وبالملكوت والجبروت النفوس والعقول والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال في ركوعه وسجوده سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعَظَمة لم يُرِد هذا ... وكذلك قوله تعالى فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ [يس 83] وقوله وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [الأنعام 75] لم يُرِد هذا ... .

ولهذا يفرقون فطائفة منهم تقول من حصل له العلم الذي هو عندهم الغاية لم يجب عليه ما يجب على الناس من الصلوات وغيرها بل قد يُباح له ما لا يُباح لغيره من الفواحش والمظالم ومن هنا دخلت القرامطة الباطنية وصاروا يسقطون عن خواصهم واجبات الإسلام ويبيحون لهم ما حَرَّمه الله ورسوله وكانوا في ذلاك أسوأ حالاً من أهل الكتاب الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دينَ الحقِّ من الذين أوتوا الكتاب ومن هنا دخل كثير من الفلاسفة.

والمتكلمون والصوفية لا يرضون مذهب القرامطة الباطنية بل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015