فطائفة من الناس توافقهم على الأصل الأول دون الثاني وهو من يظنُّ أن كمال النفس وغايته هو مجرد العلم لكن يعلم أنهم مُخَلِّطون في العلم الإلهي فيطلب هو علم ذلك من الجهة التي نفوها وهذا حال كثير من الناس وفي كلام أبي حامد أحيانًا إشارة إلى ذلك هو قريب من مذهب جَهْم بن صفوان ومن وافقه كالصالحي والأشعري في أحد قوليه الذي يجعل الإيمان مجرد العلم بالله.

جهم وأتباعه خير من هؤلاء من جهتين

لكنْ جهمٌ وأتباعه خير من هؤلاء من جهتين من جهة أن ما عندهم من العلم بالله أكثر وأصح مما عند هؤلاء ومن جهة أن الأعمال عندهم لها ثواب وعقاب ومن جهة أن لهم من المعرفة بكتاب الله وملائكته ورسوله وغير ذلك من معارف من جنسه ما ليس لهؤلاء وإذا كان جَهْمٌ خيرًا من هؤلاء من جهات كثيرة وقد عرف كلام السلف والأئمة في جهم فكيف يكون هؤلاء عند سلف الأمة وأئمتها ولهذا يوافقون جهمًا على نفي الصفات وهم وجهمٌ في ذلك أشد من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015