الرد الوافر (صفحة 95)

48 - الْحسن بن حبيب

وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُحدث المؤرخ الْمُفِيد الاديب المنشئ البارع بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن الشَّيْخ الامام الْحَافِظ ابي الْقَاسِم عمر بن الْحسن ابْن عمر بن حبيب بن عمر الدِّمَشْقِي الْحلَبِي سمع الحَدِيث من ذَوي الاسناد وسلك جادة الادب فاجاد وَجمع فاوعى وَسمع وروى ونفع وافاد وَله مؤلفات عدَّة ومقطعات نظم فردة مِنْهَا قَوْله لما توفّي وَالِده الْحَافِظ زين الدّين ابو الْقَاسِم رَحمَه الله تَعَالَى ... لوالدي قد قلت حِين ولى ... مفارقا نَفسه العفيفة

اُبْشُرْ من الْمُصْطَفى بِخَير ... يَا خَادِم السّنة الشَّرِيفَة ...

وَمن مؤلفاته العزيزة الادراك درة الاسلاك فِي دولة الاتراك قَالَ فِيهِ فِي تَرْجَمَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وفيهَا توفّي شيخ الاسلام تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ بَحر زاخر فِي النقليات وَحبر ماهر فِي حفظ عقائل العقليات وَإِمَام فِي معرفَة الْكتاب وَالسّنة وَهَمَّام لَا يمِيل الى حلاوة من الْمِنَّة كَانَ ذَا ورع زَائِد وزهد فَرعه فِي روض الرضى مائد وسخاء وشجاعة وعزلة وقناعة وتصانيف مَشْهُورَة وفتاوى اعلامها منشورة يصدع بِالْحَقِّ وَيتَكَلَّم فِيمَا جلّ ودق وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر ويثابر على اقامة الْحُدُود ان شكر وان لم يشْكر كتب قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن الزملكاني على بعض مصنفاته ... مَاذَا يَقُول الواصفون لَهُ ... وَصِفَاته جلت عَن الْحصْر

هُوَ حجَّة لله قاهرة ... هُوَ بَيْننَا أعجوبة الْعَصْر

هُوَ آيَة لِلْخلقِ ظَاهِرَة ... أنوارها أربت على الْفجْر ...

وَكَانَت وَفَاته بقلعة دمشق معتقلا عَن سبع وَسِتِّينَ سنة تغمده الله برحمته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015