الرد على زعمهما أن كثيرا من أئمة التابعين تجنبوا الأخذ عن عبد الله بن عمرو

فجوابه أن يقال هذا من كيس أبي رية وتخرصاته, وقد تبعه المؤلف على ذلك وزاد الطين بلة فزعم أن هذه الكذبة التي كذبها أبو رية حقيقة تاريخية, وهذه ترجمة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما موجودة في كتب التاريخ وأسماء الرجال وليس في شيء منها أنه روى عن كعب الأحبار, فأين الحقيقة التي زعمها المؤلف.

وأما قوله وكان قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب كان يرويها للناس فتجنب الأخذ عنه كثير من أئمة التابعين.

فجوابه أن يقال إن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لم يكن يروي للناس من الزاملتين إلا الشيء القليل مما له تصديق في القرآن أو في السنة. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» رواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وقال حسن صحيح, ورواه الإِمام أحمد وأبو داود وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, ورواه الإِمام أحمد أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وروى أبو يعلى والبزار نحوه من حديث جابر رضي الله عنه.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه عن بني إسرائيل رواه الإِمام أحمد وأبو داود وابن حبان في صحيحه عن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما, ورواه الإِمام أحمد أيضاً والبزار والطبراني من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما وإسناد أحمد حسن وإسناد الطبراني صحيح.

وفي هذه الأحاديث أبلغ رد على من أنكر على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في روايته من الزاملتين لأن عبد الله رضي الله عنه قد أخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم وتأسى به في فعله.

وأما قوله فتجنب الأخذ عنه كثير من أئمة التابعين.

فجوابه أن يقال هذا القول من المجازفات التي ليس لها مستند صحيح, والواقع يرد هذه المجازفة فقد روى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أكثر من أربعين, منهم ستة من الصحابة رضي الله عنهم منهم أنس بن مالك وأبو أمامة بن سهل بن حنيف ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» وقال في «الإِصابة» قال أبو نعيم حدث عنه من الصحابة ابن عمر وأبو أمامة والمسور والسائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015