إلى آخر ما قدتم، ول سأتناوله بالردّ والتفنيد، ما هو إلا بعض ما قاله أسلاف لكم ظالمون إبان حركة الاستشرق في منتصف القرن التاسع عشر، والتي كان هدفها الكلي - تمكينا للاستعمار - إنكار المقومات التاريخية، والثقافية، والروحية في ماضي أمة الإسلام، والاستخفاف بها. ..

كل ذلك في صورة البحث، على أساس أسلوب الجدل في الكتابة، أو الإلقاء عن طريق المحاضرة، أو الإذاعة.

لقد كان ذلك، من الاستشرق والتبشير، دعامة للاستعمار، فكلاهما دعوة إلى توهين القيم الإسلامية، والغض من اللغة العربية، وتقطع أواصر الصلاة بين الشعوب العربية، وكذا الشعوب الإسلامية، والتنديد والانتقاص من حال الشعوب الإسلامية الحاضرة، والازدراء بها.

فهناك دعوتهم إلى أن القرآن:

- كتاب مسيحي يهودي، أخذه محمد من الكتاب المقدس!

- وأن الإسلام دين مادي، لا روحية فيه.

- وأنه دين يدعو إلى العدوان، ويحرض أتباعه على العنف.

- وأنه يدعو إلى الحيوانية والملذات.

ومن دعوتهم:

أن الفلسفة العربية إنما هي فكر يوناني إغريقي كتب بحروف عربية.

وأن اللغة العربية الفصحى لم تعد صالحة اليوم، وعلى أهلها أن يستخدم كل إقليم لهجته المحلية، والعامية، وعلى الجميع استعمال الحروف اللاتينية، بدلا من العربية!!

وكان من دعوتهم، لتمزيق الوحدة:

- إحياء الفرعونية في مصر، والآشورية في العراق، والبربرية في شمال أفريقيا، والفينيقية في سواحل فلسطين ولبنان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015