الأديان، التي لا تزال قائمة على ظهر الأرض؟

أما التعصب الجنسي للجنس الآري ضد الساميين عامة، فقد ألبسه لباسا علميا (إرنست رينان) الفيلسوف الفرنسي المتوفى سنة 1892 وشاركه في هذا التعصب المستشرق الألماني (كرستيان لاسِّن) المتوفى 1876 م.

5 - ولم يكن هذا التهجم الظلوم مقصورا على رجال الفكر (الفلسفة) بل كان هناك فريق آخر، نسج على منوال أولئك المفكرين المعاندين للإسلام، وهم المستشرقون اللاهوتيون، الذين تمثل كتاباتهم صليبية فكرية من هؤلاء القس (لا ماس) .

ولا ننسى في هذه المسألة كتابات (القديس توما الإنجويني 1225م - 127م)

الفيلسوف واللاهوتي الإيطالي، ومن أشهر وأهم ممثلي الفكر الكاثوليكي، ومن أهم مؤلفاته: (الخلاصة ضد الأم) وهو دفاع عن العقيدة المسيحية استنادا إلى العهد القديم، ضد اليهود، وإلى العقل السليم ضد المسلمين) (هكذا) .

أما (دانتي) فإنه هو الآخر يمثل صورة الإسلام في - الوعي الأوربي، في القرون الوسطى، إذ جعل (في جحيمه) محمدا - صلى الله عليه وسلم - وابن عمه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، في موضع مثيري الشغب والصدامات والانشقاقات الدينية والسياسية.

الذين يزرعون الفتن فيحصدون الأوزار.

ولم يشفع (للحقيقة) عند (دانتي) أنه استفاد هذه الكوميديا التي خلدت ذكره من الإسلام وآدابه، والتصويرات الإسلامية للآخرة، كما اعترف بذلك (أسين بلاثيوس) دي يناير 1919 في بحثه الاستهلالي بمناسبة تعيينه عضوا في الأكاديمية الملكية الأسبانية.

وكان على قاعدة سالفيه وخالفيه، في موقفهم من الإسلام، هذه

القاعدة هي: الاستفادة من الإسلام، ومهاجمته في الوقت نفسه.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015