مقدمة التحقيق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ابن عبد الملك وكتابه الذيل والتكملة (?)

توطئة:

لم يكتب ابنُ عبد الملك ترجمته كما صنع بعض المؤرِّخين ممن تقدّمه أو تأخّر عنه مثل: ابن خلدون وابن الخطيب من المغاربة، والعماد الأصفهانيّ والسَّخَاويِّ والسُّيوطيّ من المشارقة.

كما أنَّه -وهو الذي وقَفَ على ما لا يُحصى من برامج العلماء- لم يُعنَ بوضع برنامَج شيوخِه حسَبَ العادة التي كانت سائدة، ولو كان فعَلَ هذا أو ذاك لوجدنا مادة غزيرة في الحديث عن شخصيّتِه، ولعثَرْنا على أخبارٍ مفصَّلة في أطوار حياته.

ولقد كان لدى محمَّد، ولدِ ابن عبد الملك -ولعله كبيرُ أولاده الخمسة- كثيرٌ من أخبار والده، وكثير من المكتوبات الصادرة عنه ما بين منظوم ومنثور (?)، ولكنه لم ينتبهْ إلى جمعِها في كتاب ولم يفعَل ما فعله بعض الأبناء في التعريف بآبائهم.

ومع ذلك، فإن الإشارات المتعلِّقة بابن عبد الملك، والمبثوثة في أثناء تراجم الأسفار الموجودة الآنَ من "معجَمه" تنفع في تأليف ترجمة قد تكون أوسعَ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015