تتمثل مجالات المعرفة في عالمي الغيب والشهادة أو العالم المادي المحسوس وعالم ما وراء المادة. والإنسان في معرفته يعتمد على ما يتوفر لديه من الأدوات والوسائل المستخدمة للوصول إلى المعرفة والمتمثلة في الحوادث والأجهزة التي توسع من مدارك الحواس، ومن المعلوم ضرورة أن الحواس تتمتع بقدرات محدودة، وقد عمل الإنسان على زيادة تلك القدرات بالأجهزة العلمية التي أعانت على توسيع مجال إدراك حواسه، إلا أنه مع ذلك يظل مقيدا في معرفته بقدرات تلك الأجهزة، وهي أيضا محدودة القدرات بالضرورة. . وبناء على هذا فإن المعرفة الإنسانية عن طريق الحواس والأجهزة تظل محدودة في عالم الشهادة، وهي مع ذلك لم تبلغ من العلم إلا قليلا، إذ أن المجال الذي تعيش فيه، والمجال الذي استطاع الإنسان أن يكتشفه من مجرتنا الشمسية لا يمثل سوى قطره في بحر لجي. فمعرفة الإنسان التي يحصل عليها في عالم المادة تتوقف على منهجيته المعرفية عن طريق الحواس، وهو محكوم بالزمان والمكان في الإطار الممكن. أما عالم الغيب فتتوقف معرفة الإنسان فيه على الإخبار الصادق الذي يبلغه عن مصدر يتمتع بالعلم المطلق الذي يتجاوز محدودية الحواس وحاجزي الزمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015